يُمثل معرض الصين الدولي للاستيراد في نسخته الثامنة أول دورة للمعرض منذ أن وسعت الصين سياسة الإعفاء الجمركي لتشمل 53 دولة أفريقية تقيم معها علاقات دبلوماسية. وشجعت الصين هذه الدول على الاستفادة الكاملة من هذه السياسة التي تمنح إعفاءً جمركياً بنسبة 100% على جميع البنود الخاضعة للضريبة. ونتيجة لذلك، قفز عدد الشركات الأفريقية المشاركة هذا العام بنسبة 80% مقارنة بالعام الماضي.
وقال موظف في شركة "سوناكوس" السنغالية المتخصصة في تجارة الفول السوداني وزيت الفول السوداني: "نشارك في هذا الحدث للمرة الأولى هذا العام، ونأمل في استخدام هذه المنصة الكبرى للترويج لمنتجاتنا. ومن حسن الحظ، أنه بحلول اليوم الثاني للمعرض، كنا قد استقبلنا العديد من العملاء في جناحنا الذين أعربوا عن اهتمامهم بالتعاون".
وعند سؤالهم عن سبب اختيارهم للمشاركة في معرض الصين الدولي للاستيراد، أعطى العديد من العارضين الأفارقة الإجابة ذاتها: الصين تقدم سوقاً شاسعة وفرصاً وافرة.
بالنسبة لشركة عسل من زامبيا، فتح المعرض أبواباً لنمو ملحوظ – حيث ارتفعت صادراتها من أقل من طن واحد في عام 2018 إلى متوسط سنوي يبلغ حوالي 20 طناً. أما شركة الاستيراد من شنغهاي التي كانت تشتري حاوية أو حاويتين فقط من حبوب البن من إثيوبيا كل عام، فهي تستورد الآن أكثر من 100 حاوية سنوياً. وحظي منتج أناناس من بنين باهتمام واسع في الدورة السادسة للمعرض، حيث وقّع اتفاقيات تعاون متعددة مع شركات صينية، وهو ما لم يضمن له طلبات مستقرة فحسب، بل شجّع أيضاً الشركات الصينية على الاستثمار في بنين وإنشاء مصانع ومشاركة تقنيات الزراعة المتقدمة وخبرات الإدارة.
وقال جيمس كيمونيو، سفير رواندا لدى الصين: "في معرض الصين الدولي للاستيراد، يمكن أن تؤدي بضع محادثات فقط إلى صفقات تجارية كبرى. فمن خلال التبادلات التجارية الصينية-الأفريقية، يكتشف المستهلكون الصينيون منتجات جديدة وفريدة من أفريقيا، بينما تكتسب الدول الأفريقية زخماً جديداً للتنمية – مما يحسن سبل عيش ودخل السكان المحليين بطرق ملموسة".
وفقاً للإدارة العامة للجمارك الصينية، احتفظت الصين بموقعها كأكبر شريك تجاري لأفريقيا لمدة 16 عاماً على التوالي. اعتباراً من ديسمبر 2024، منحت الصين معاملة الإعفاء الجمركي بنسبة 100% لجميع البنود الجمركية لأقل الدول نمواً التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، بما في ذلك 33 دولة أفريقية، لتصبح أول اقتصاد رئيسي وبلد نامي كبير في العالم ينفذ مثل هذه السياسة. وقد تم توسيع نطاق هذه المبادرة الآن لتفيد 53 دولة أفريقية.
